معذرة إلى ربي و لعلكم تتقون
رجل يقف على ثغر فارغ منه أوتينا و أوتي إسلامنا ألا و هو النسوية و ما لها من تبعات إخراج المرأة من بيتها لضرب حياءها و دينها و عرض الرجل و رجولته بحجر واحد...تهاجمه النساء فأفهم ناقصات عقل و دين مغرر بهن يحسبن الحرية في الخروج و العمل و لا ثقة لهن في الرجل...لكن أن يهاجمه و يتنمر عليه الرجال و أي رجال جيل النصر الذي نتأمل النصر فيه: طلبة العلم و "المثقفون" و من رزقه الله إمامة الناس في المحراب... هذا ما لا أجد له مبرر..لم تعجبكم طريقته طيب أرونا شطارتكم و تناهوا عن هذا المنكر الذي نهش أمتنا بطريقتكم المثلى و جنبونا اللعن الذي أصاب بني إسرائيل في قول الباري جل و علا "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون"
تخشون على البنات من الجهل ؟ و منذ متى كان شرط العلم تكديس البنات بجانب الأولاد في ثمان ساعات متواصلة من مسخ الفطرة و تعلم قلة الأدب...تعيشون معنا ام في كوكب آخر؟ ترون المدارس و ما وصل إليه مستوى قلة الأدب و الحياء عند أبناء التعليم الأولي قبل الابتدائي ؟ على أي دعوني أبشركم أتحفكم ببعض ما أعلمه علم اليقين...عندي معرفة مباشرة بطفل متمدرس في مدرسة هي أرقى و أغلى مدرسة في مدينته و قد لاحظت تأثير المدرسة عليه لقد تعلم كل الصفات القبيحة التي في زملائه و تعرض للقمع و العنف من المعلمات ما أثر سلبا على شخصيته قدمته أمه لهم ورقة بيضاء فطرة خالصة نقية فلطخوها كما شاؤوا مقابل مبلغ كبير شهريا...تخبرني أمه أنها رافقته في إحدى الرحلات المدرسية فسمعت زميلا له يغني أغنية شعبية ساقطة لا يدندن بها إلا مرتادو الحانات و هذا قليل من كثير فلا أدري كيف يطيق رجالنا تمدرس بناتهم في هكذا أجواء و ما خفي أعظم و الجهل أرحم...و عندي معرفة مباشرة كذلك بفتاة لم تر المدرسة قط تعلمت منزليا على يد أمها فلما بلغت تسع سنوات كانت على استعداد لاختبار السادس ابتدائي أي ثلاث سنوات قبل أطفال المدرسة الذين يجتازونه في سن الثانية عشر ...و لا عجب فالوقت الذي تحتاجه المعلومة لتترسخ في ذهن 30 تلميذا على أقل تقدير في جو غالبا ما يشوبه عدم الراحة و الصراخ بل و الاضطهاد أكبر بكثير من الوقت الذي يحتاجه طفل ينعم بالتعلم مرتاحا قرب أمه و عقله لا شك أكثر استعدادا للالتقاط المعلومة...
ما علينا بعد حجة الجهل...نجد الإخوة يلقون بحجتهم الدامغة و إذا مرضت زوجتي من يداويها؟ هنا دعوني أشرح لكم ما معنى أن تكون المرأة طبيبة و ليس الخبر كالمعاينة فلا تتكلموا بما لا تعلمون حقيقته...الطب هو أفظع ما يمكن للفتاة المسلمة تعلمه في بلدنا لما في ظروفه من اختلاط هو الاشنع مقارنة بالاختصاصات الاخرى...ابتداء من السنة الثالثة سيكون على طالبة الطب اجتياز تدريب اجباري مدته ثلاث اشهر او اكثر حسب التخصص سيكون عليها المرور على أغلب التخصصات في سنوات دراستها و هنا ستعمل يدا بيد مع الطبيب المشرف على التخصص و تتبع تعليماته قد يلتصق بها أثناء العمل على مريض قد يختلط نفسها بنفسه...ناهيك عن تحرش المرضى و خاصة السكارى منهم ثم لا يخفى على أحد أن طالب الطب ملزم بالحراسة الليلية خصوصا في قسم المستعجلات و لا فرق بين الذكر و الأنثى و قد يكون رفيق الطالبة أثناء إحدى الحراسات طالبا و هناك غرفة واحدة مخصصة لمبيت المتدربين و أغراضهم هذا إن وجدت فحال مستشفياتنا لا يخفى...تخبرني قريبتي الطبيبة أن النوم اخذها في إحدى الحراسات فلما فتحت عينها وجدت زميلها قريبا من وجهها يحذق بها فارتعبت! كما أن تخصص الجراحة لا مناص للمتدربة فيه أن تكشف عن ذراعيها إلى المرفقين للدخول لغرفة العمليات مع الطبيب المشرف و إلا لم يصادق على تدريبها و هذا معناه الرسوب في تلك السنة...ثم بعد هذا المشوار من الاختلاط القبيح و التجريد من الحياء و تحميل الأنثى أضعاف طاقتها تصير طبيبة لتداوي زوجتكم المصون...و لا أنسى أن أخبركم أنه عندما كنتم تختبؤون في بيوتكم وقت الجائحة و الحجر الصحي كان لزاما على قريبتي الطبيبة و سائر الطبيبات و الممرضات المتعاقدات مع الدولة أن يتجندن كالجنود و يلزمن المستشفيات لإغاثة المرضى و النوم ليلا في الفنادق حتى لا ينقلن العدوى لأهاليهن و كن يرين أطفالهن في مكالمات الفيديو و من تخلفت فهي مهددة بالسجن لأنها حسب قانون مهنتها تخلفت عن شخص في وضع خطر...لا أنسى دموعهن و لا رعب أولادهن بعيدا عنهن و لا عينا ابن قريبتي الطبيبة ذي الاربع سنوات عندما كان يسألني "خالتي واش ماما قربات تجي؟" و حسبنا الله في كل من خطط و ساهم و أيد إخراج المرأة من بيتها و إبعادها عن زوجها و أطفالها و تحميل الأنثى فوق طاقتها هو حسبنا سبحانه و نعم الوكيل.