الفرق بين الادخار والاستثمار

 الفرق بين الادخار والاستثمار | طريق الثروة

يمكن أن يحدث البعض الخلط بين مفهوم الادخار والاستثمار، لأنهما يتشابهان فيما يتعلق بتأجيل الاستفادة المالية من الحاضر إلى المستقبل. ومع ذلك، فإن الادخار والاستثمار لهما تعريفات وأهداف مختلفة. وهل كل ادخار يعتبر استثمار والعكس؟، وكيف يمكنني معرفة ما إذا كنت مدخرًا أم مستثمرًا؟، وكيف يمكن الادخار والاستثمار بالطريقة المناسبة؟

ماهية الادخار والاستثمار

في جوهره، يشير الادخار إلى عملية حفظ جزء من الدخل الحالي وتجميعه في مصادر مالية مؤمنة مثل حسابات التوفير أو شراء السندات. الهدف الأساسي للادخار هو ضمان توافر الأموال للاستخدام في المستقبل، سواء لتلبية الاحتياجات الضرورية أو تحقيق أهداف مالية محددة.

من ناحية أخرى، الاستثمار يشير إلى وضع الأموال في أصول تتوقع زيادة قيمتها أو توفير دخل مالي مستقبلي. يتضمن الاستثمار شراء الأسهم، أو العقارات، أو السندات، أو صناديق الاستثمار المشترك، أو الأعمال التجارية. الهدف الرئيسي للاستثمار هو تحقيق عائد مالي أكبر على المدى الطويل، وقد ينطوي على مخاطرة أكبر من الادخار.

بالتالي، الادخار يرتكز على حفظ الأموال بشكل آمن ومؤمن، بينما الاستثمار يرتبط بتخصيص الأموال لتحقيق نمو وعائد مالي. يجب أن يكون هناك توازن بين الادخار والاستثمار في إطار استراتيجية مالية شخصية لتحقيق الأهداف المالية.

لذلك، فمعرفة الفرق بين الادخار والاستثمار مهمة للتمكن من اتخاذ القرارات المالية الصحيحة وتحقيق النمو المالي على المدى الطويل.

الادخار

يعنى الادخار بتجميع المال تدريجياً والاحتفاظ به في صورة نقدية، سواء عبر النقد النقدي أو وضعه في حساب مصرفي. يتم الادخار عادة لتحقيق أهداف محددة قصيرة المدى، مثل شراء سيارة، تأمين رسوم جامعية، أو التحضير للتزامات مالية قريبة مثل المناسبات الاحتفالية أو بدء العام الدراسي، وفي حالات الطوارئ غير المتوقعة مثل فقدان الوظيفة أو إصلاح طارئ للسيارة أو مصاريف طبية غير متوقعة.

من خلال ما سبق، نلاحظ أن الادخار في الشكل الذي تم شرحه يكون سهلاً الوصول إليه عند الحاجة، وهو مخصص للاستخدام في المدى القصير للحالات غير المخطط لها. هذا النوع من الادخار يعتبر منخفض المخاطر من حيث فقدان القيمة أو تأثره بالتضخم.

على الرغم من أن الادخار بالشكل الذي تم شرحه عادةً لا يحقق عوائد مالية، إلا أنه قد يكون هناك عائد بسيط إذا تم وضع المال في حساب توفير يحقق الفائدة الربوية في البنوك التقليدية (مع العلم أن هذا غير مسموح بشرعية الإسلام) أو يحقق الربح إذا تم وضعه في بنك إسلامي. ومع ذلك، فإن العائد يكون منخفضًا في جميع الحالات مقارنة بالادخار الاستثماري.

لماذا ادخر؟

هناك عدة أسباب تدفع الأشخاص للادخار:

·    التأمين للمستقبل: يعتبر الادخار وسيلة لضمان توافر الأموال في المستقبل، سواء لتلبية احتياجات طارئة أو لتحقيق أهداف مستقبلية مثل التقاعد أو تعليم الأبناء. يساعد الادخار الطويل الأجل على توفير الاستقرار المالي والتخطيط للمستقبل.

·    التحسين المادي: يمكن أن يساهم الادخار في تحسين جودة الحياة من خلال تمويل المشتريات الكبيرة مثل شراء المنزل، تجديد السيارة، أو شراء أجهزة منزلية مهمة. يمنح الادخار القصير الأجل القدرة على تحقيق تلك الأهداف في الوقت المناسب.

·    التحضير للطوارئ: يعتبر صندوق الادخار للطوارئ جزءًا هامًا من الادخار. يساعد في التأمين على مواجهة المصاعب المالية المفاجئة مثل فقدان الوظيفة، أو حدوث حادث أو مرض غير متوقع. يتيح الادخار القصير الأجل الاستعداد للطوارئ ويخفف من الضغوط المالية.

·    الحرية المالية: يمنح الادخار الفرصة لتحقيق الحرية المالية، حيث يتيح للأفراد التحكم في مصيرهم المالي وتحقيق الاستقلال المالي. يساعد الادخار في تجنب الديون والاعتماد على القروض، وبالتالي يوفر الأمان المالي.

كيف ادخر؟ وكم ادخر؟

عندما نتحدث عن كيفية الادخار، هناك عدة نصائح يجب مراعاتها:

·    اعتماد الادخار كعادة دائمة: يجب أن يكون الادخار جزءًا من خطةك المالية الشهرية، بغض النظر عن مقدار الدخل لديك. قم بتحديد نسبة محددة من دخلك للادخار وتعامل معه كمصروف أساسي وليس متبقي من الدخل.

·    تحليل مصادر الدخل والمصروفات: قم بتحديد مصادر دخلك المتكررة والعارضية وقم بتصنيف مصروفاتك إلى فئات مختلفة (ضروريات، حاجيات، كماليات). ستساعدك هذه الخطوة على فهم نسبة الادخار التي يمكنك تحقيقها.

·    الأولوية للادخار: ضع الادخار كأولوية أساسية عند توزيع دخلك الشهري. قم بتحويل الفائض المالي الذي يتبقى بعد تلبية احتياجاتك الأساسية وصرفك على الادخار.

·    الاستفادة من الإيرادات الغير متوقعة: عندما تتلقى مبالغ مالية غير مخطط لها مثل مكافآت أو هدايا، قم بتوجيهها مباشرة إلى الادخار. قد تكون ميلًا لإنفاق تلك الأموال على الاحتياجات الزائدة، ولكن توجيهها للادخار سيساعدك في بناء التوفير وتحقيق أهدافك المالية.

·    استثمار الدخل الإضافي: حاول زيادة مصادر دخلك من خلال الاستثمار في الأصول التي تولد دخلاً سلبيًا مثل العقارات أو الأعمال التجارية. هذا سيساعدك في زيادة قدرتك على الادخار وتحقيق مستقبل مالي أفضل.

باستخدام هذه النصائح، يمكنك جعل الادخار والاستثمار عادة دائمة في حياتك المالية والسعي نحو تحقيق الأهداف المالية الطويلة الأجل.

تعليقات