الإدماج المدرسي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة

 

الإدماج المدرسي للأطفال ذوي الحاجات الخاصة 

إن تكافؤ الفرص والمساواة والإنصاف وعدم التمييز من بين المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها نظام التربية والتكوين بالمغرب، وقد سبقت الإشارة إلى أن وظيفة المدرسة لا تنحصر فقط في إعداد أطر مؤهلة ومتفوقة في مجالات معينة، بل هي تبتدئ بتيسير اندماج الفرد وبتنشئته الاجتماعية. كما أن مهمتها ليست محصورة في الاهتمام بالفئات العادية التي تشكل أغلبية المجتمع؛ بل ينبغي أن تتجاوزها لتشمل جميع الفئات، خصوصا منها الفئات التي لها حاجات خاصة بحكم تكوينها العقلي أو الجسمي. و في كثير من الأحيان تجد هذه الفئات نفسها في وضعية إعاقة؛ بمعنى أنها ليست مسؤولة عن الإعاقة التي تعاني منها؛ بقدر ما أن الوضعية التي تعيش فيها هي التي لا توفر لها الشروط الملائمة لخصوصياتها. فالمكفوف مثلا قد لا يشعر بالإعاقة من أجل التعلم إذا وفرت له المدرسة والمجتمع الوسائل السمعية والحسية الملائمة لمداركه وحواسه، مثلما أن المعاق جسديا قد يتمكن من الاندماج إذا أخذ محيطه بعين الاعتبار حاجته إلى وسائل خاصة للتنقل وإلى ولوجيات وغيرها. فالمجتمع والمحيط، إذن، هو الذي قد يشكل مصدر الإعاقة إذا ما اهتم فقط بفئات دون أخرى.

إن دور المدرسة ينبغي أن يسير في الاتجاه الذي ييسر اندماج كل فئة بالطريقة التي تلائمها، ووفقا للاختلافات والفوارق الفردية التي ينبغي اعتبارها شيئا عاديا. وليس مطلوبا منها بالضرورة أن تهيئ جميع المتعلمات والمتعلمين ليكونوا متفوقين في الرياضيات أو اللغات أو العلوم...، في بعض الأحيان قد يكون المطلوب هو جعل المتعلم ة) ( يحس بالانتماء والاطمئنان والأمن والسعادة، وذلك إشباعا للحاجات الشخصية من جهة، وتفاديا لكل ردود فعل سلبية من طرفه تجاه ذاته أو تجاه مجتمعه من جهة ثانية.

ولا يحتاج الأمر إلى التذكير بأن تصنيف هذه الفئات ينبغي أن يتم بناء على تشخيص دقيق وعلى أدوات واختبارات تقويم متنوعة بهدف تحديد الحاجات الملائمة لكل صنف.

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صنفان :

صنف يشمل الأطفال في وضعية الإعاقة، الذين يتميزون بمحدودية النشاط أو قلة المشاركة داخل الحياة الاجتماعية التي يعيشها الفرد في محيطه نتيجة تدهور أو اختلاف عضوي دائم أو مؤقت لوظيفة أو عدة وظائف فيزيولوجية أو حسية أو ذهنية أو معرفية أو نفسية؛ أو إعاقة مركبة أو اضطراب صحي يجعل الفرد غير قادر على القيام بما هو معتاد لدى الآخرين.

صنف يشمل الأطفال الموهوبين، وهم فئة تتميز بالتفوق في التكيف مع مختلف الوضعيات مع القدرة على التجديد والخلق و الإبداع؛ وهم بذلك يتميزون في إيقاعات التعلم عن الأطفال العاديين أو الأطفال في وضعية الإعاقة؛ الأمر الذي يتطلب تربية خاصة ومتفردة ، شأنهم في ذلك شأن الأطفال في وضعية الإعاقة.

وبخصوص الأطفال في وضعية الإعاقة ) ،(En situation d’handicapينبغي تربيتهم تربية متميزة تقتضي التعاون بين

ثلاثة أطراف : المدرسة، الأسرة، والمتخصصين في مجال الصحة حسب نوع الإعاقة. إن الاندماج الاجتماعي لهذه الفئة يتطلب توفر انسجام وتكامل بين مشروعي الأسرة والمدرسة، مع تفادي أي قطيعة قد تحدث بين الوسطين مما ينعكس سلبا على شخصية الطفل. فالأسرة تفيد المدرسة بملاحظات ومعلومات حول حاجات هذه الفئة عن طريق التواصل المباشر أو دفتر التواصل أو مجالس المؤسسة المختلفة. في حين يقوم المتخصصون في مجال الصحة بتدخل منظم مبني على التكامل؛ فيساهمون في تحليل الملاحظات الخاصة بتصرفات الطفل والبحث عن حلول للوضعيات الصعبة والمشاكل التي تعوق اندماج الطفل في وضعية إعاقة لتحقيق التربية المندمجة
تعليقات