يبدو أننا نعشق التسوق، فمع كثرة الإعلانات عبر وسائل الإعلام المختلفة وتحفيزات العروض والتخفيضات، نُغفِل عن أهمية ادخار المال. يبدو أن التسوق يُساهم في شعورنا بالراحة ويبعد عنا الملل، وهذا يؤثر على عادات الإنفاق لدينا .
لكن يجب علينا أن ندرك أهمية ادخار المال وأن نتعلم كيف نتقن هذه الفنية الحياتية. فالإنفاق بدون وعي قد يقودنا إلى مشاكل مالية في المستقبل. من الضروري التمييز بين الحاجة الحقيقية والرغبة العابرة عند التسوق، وتجنب الوقوع في فخ الإغراءات الاستهلاكية التي تدفعنا للشراء بدون تفكير.
وفقاً لموقع "سوبر كوريوسو" الإسباني، يمكننا اتباع بعض النصائح والمبادئ للمساعدة في ادخار المال بفعالية، مثل الاستفادة من التخفيضات والعروض بشكل مناسب وتفادي الوقوع في فخ الخدع التجارية التي تهدف إلى زيادة الإنفاق.
ضبط أهداف الادخار
ضبط أهداف الادخار يعتبر أساسيًا لتحقيق الاستقرار المالي وضمان التوفير المنتظم على المدى الطويل. قبل البدء في أي خطوة مالية، يجب على الفرد تحديد أهدافه المالية بوضوح. يمكن أن تشمل هذه الأهداف شراء منزل، أو تأمين مستقبل مالي مستقر للتقاعد، أو حفظ مبلغ معين كطوق نجاة مالية في حالات الطوارئ. بعد تحديد الأهداف، يجب تحديد المبالغ المالية المناسبة التي يجب توفيرها لتحقيق تلك الأهداف، ووضع خطة زمنية محددة لتحقيقها. كما يمكن أيضًا تحديد أهداف قصيرة الأجل وأهداف طويلة الأجل للادخار، مما يساعد في تحفيز الفرد والحفاظ على الانتظام في عملية التوفير. بتحديد أهداف الادخار بوضوح، يمكن للفرد الارتقاء بإدارته المالية وتحقيق الاستقرار المالي بشكل فعال.
التحكم في المصاريف
يعتبر التحكم في المصاريف جزءًا حيويًا من استراتيجية الادخار المالي وضمان الاستقرار المالي على المدى البعيد. من خلال إدارة ورصد المصاريف بعناية، يمكن للأفراد تحديد النفقات غير الضرورية والتي يمكن تقليصها أو الإقلال منها بغية توفير المزيد من الأموال. يتيح لك تحديد أولويات النفقات ووضع ميزانية دقيقة لكل بند من النفقات الشهرية أو السنوية تقليل الهدر المالي وزيادة القدرة على الادخار. علاوة على ذلك، يمكن لاستخدام التكنولوجيا مثل تطبيقات تتبع المصاريف أو البرامج المالية المتاحة على الإنترنت مساعدة الأفراد في مراقبة النفقات بشكل دقيق واتخاذ قرارات مالية صائبة بناءً على البيانات الدقيقة.
فتح حسابين بنكيين
فتح حسابين بنكيين لأغراض الادخار يمثل استراتيجية مالية فعالة لضمان النمو المالي على المدى البعيد. من خلال فصل حساب الادخار عن حساب النفقات اليومية، يمكن للأفراد تحقيق توازن أفضل بين الادخار والإنفاق. يمكن استخدام أحد الحسابين للمصاريف اليومية والمعيشية، بينما يُخصص الحساب الثاني خصيصًا للادخار وتحقيق الأهداف المالية المحددة. كما يمكن لهذا النهج أن يسهم في تحفيز الادخار، حيث يتم تحويل جزء من الدخل بشكل مباشر إلى حساب الادخار، مما يضمن الاستمرارية في عملية التوفير. علاوة على ذلك، يمكن لهذا النوع من الاستراتيجية أن يساعد في تحقيق فوائد مالية إضافية، مثل الفائدة الشهرية على الرصيد المتوازن في الحساب الادخاري.
تجنب فخ العروض
يعد تجنب فخ العروض جزءًا مهمًا في استراتيجية الادخار المالي وضمان الاستقرار المالي على المدى الطويل. فالعروض الإغرائية والترويجية قد تبدو وكأنها فرصة لتوفير المال، ولكن في الواقع قد تكون فخًا يتسبب في إنفاق زائد وتقليل فرص التوفير. من الأفضل دائمًا التحلي بالحذر وتقييم العروض بعناية قبل الانخراط فيها. يُنصح بوضع خطة مالية واضحة وتحديد الأولويات المالية قبل اتخاذ قرارات بشأن العروض الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام ميزانية شهرية أو أسبوعية لتخصيص مبلغ محدد للعروض الاستثنائية والترويجية، مما يساعد في الحفاظ على التوازن بين الادخار والاستهلاك. بالاعتماد على الحذر والتخطيط الجيد، يمكن للأفراد تجنب فخ العروض والحفاظ على استقرارهم المالي بشكل فعال.
ومن أجل تحقيق أهداف الادخار، عليك اكتساب بشكل تلقائي عادة المقارنة بين أسعار السلع والخدمات التي تستهلكها بشكل يومي، مثل الهاتف والوقود والملابس و الأكل والتأمين.
التوفير يبدأ من المنزل
لتحقيق هذه الهدف يجب البدء من إدارة المصروفات المنزلية بعناية وتركيز، والتركيز يجب أن يكون على العناصر الأساسية مثل فواتير الكهرباء والماء والتدفئة. يُنصح باتباع الخطوات التالية لتوفير المزيد من الأموال:
- تجنب ترك الأجهزة الكهربائية مشتعلة دون استخدام، فقد يساهم ذلك في توفير حوالي 15% من فاتورة الكهرباء.
- اغلق صنبور الماء عند غسل الأسنان أو تنظيف اليدين بالصابون؛ حيث يمكن توفير حوالي 10 لترات من الماء في الدقيقة.
- ضبط المكيف أو السخان عند درجة حرارة مناسبة، وذلك لتقليل استهلاك الكهرباء بشكل فعال.
هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تساعدك في تقليل المصروفات المنزلية وتوفير المزيد من المال، مما يسهم في تحقيق الاستقرار المالي والنجاح في تحقيق الأهداف المالية بشكل أفضل.
. وضع ميزانية للأسرة
تسيّر الأمور المالية بحكمة هي الخطوة الأولى نحو تأمين احتياجات عائلتك وضمان استقرارها المالي. ببساطة، يمكنك البدء بطلب كشوفات مالية من البنك للأشهر السابقة لمعرفة إيداعاتك وسحباتك السابقة. بعد ذلك، يمكنك طلب فواتير بطاقتك الائتمانية الأخيرة لتحديد نفقاتك الشهرية الأساسية، مثل قروض البنك أو إيجار المنزل ومصروفات البنزين ومستلزمات الأطفال. يُفضّل أيضًا إضافة أية مصادر إضافية للدخل للحصول على صورة مالية شاملة.
بناءً على هذه المعلومات، يمكنك وضع ميزانية دقيقة ومفصلة وسهلة التنفيذ. يجب أن تكون هذه الميزانية قابلة للتطبيق، وتُسهم في مراقبة النفقات وتحديدها بشكل فعال. كما يُنصح بمتابعة التزامك بالميزانية وتعديلها حسب الحاجة.
تُعتبر التطبيقات الإلكترونية المخصصة لإدارة المال والنفقات أداة قيّمة لمساعدتك في هذا الصدد، حيث تساعدك في تحديد الأهداف وتقييم التقدم نحو تحقيقها. من بين التطبيقات الشهيرة والمفيدة في هذا المجال:
استخدمي هذه التطبيقات لتسهيل عملية إدارة الأموال وتحقيق الاستقرار المالي المطلوب لعائلتك بكل يسر وسهولة.